روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | الذاكرة احفظها في الصغر يحفظها الله لك في الكبر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > الذاكرة احفظها في الصغر يحفظها الله لك في الكبر


  الذاكرة احفظها في الصغر يحفظها الله لك في الكبر
     عدد مرات المشاهدة: 1998        عدد مرات الإرسال: 0

تطلب من ابنتها ذات السنوات التسع أن تأتي لها بشيء من الثلاجة، فتقف البنت أمام الثلاجة، ولا تتذكر ماذا تريد أمها، وتقترب الامتحانات فينسي التلاميذ المعلومات، تذهب المرأة للسوق وتشتري أشياء كثيرة، وترجع البيت وقد نسيت شراء ما خرجت لشرائه بالفعل، نقرأ كتابا ونحاول أن نعرض ما قرأناه على الأصدقاء فلا نتذكر.

 

باختصار أصبح النسيان مرض العصر، فما هي أسبابه؟ وما كيفية علاجه؟

ما هو النسيان؟

يقول الدكتور فتحي عفيفي- أستاذ طب المخ والأعصاب بجامعة الأزهر- إن النسيان هو عملية فسيولوجية، فعن طريق الحواس: السمع والبصر، تأتي المعلومة، وتخزن في جزء معين من الدماغ، وتتكون الذاكرة، وتسترجع المعلومة عند الضرورة.

ويمكن أن يحدث النسيان نتيجة اضطراب في الذاكرة وهو نوعان: اضطراب وظيفي، واضطراب عضوي، الوظيفي ينتج النفسية القلق والتوتر، أما الاضطراب العضوي فينتج تهتك في أنسجة الدماغ المسئولة عن الذاكرة، أو اضطراب في الأوعية الدموية، أو التهاب أو تلف في الدماغ، أو أورام في المخ، أو الذاكرة نوعان منها ذاكرة قصيرة الأمد بمعني أن أتذكر أي حدث قريب، أو أي شيء حدث في ساعتها، وأخري طويلة الأمد، بمعنى أن يستطيع الإنسان تذكر الأحداث البعيدة في الماضي.

خلل الاستقبال:

ويوضح الدكتور فتحي أن النسيان في الأطفال يكون إما بعيب أو شذوذ في الانتباه، وعلى هذا لابد أن يكون الاستقبال عند الطفل جيدا النظر والسمع فأي خلل في الاستقبال يجعل الطفل غير منتبه في الفصل، وبالتالي لا يخزن أي شيء، وهذا نراه في الطفل عندما تسأله والدته مثلا عما أخذه في المدرسة فلا يستطيع أن يجيب عنها؛ لأنه كان غير منتبه، لوجود قصور في النظر أو السمع، وإذا تكررت عند الطفل حالة النسيان، أو عدم الانتباه بعد علاج السمع والبصر، فعلى الأم أو القائم بالتربية أن تذهب به للطبيب كي يفحصه، فقد يكون هناك خلل في كهربية المخ.

أما لماذا ينسى الشباب؟ فلأنه مشغول بمستقبله وطموحاته، وتكثر عنده ظاهرة النسيان عند اقتراب الامتحانات، يقول إنني نسيت كل شيء، فهذا نتيجة الخوف أو نتيجة عدم الانتباه أثناء المذاكرة، وبالتالي لا تخزن المعلومة جيدا.

إذا عرف السبب:

ونأتي لكبار السن والنسيان عندهم في الغالب نتيجة اضطراب في الدورة الدموية، أو الإصابة بالزهايمر.

ويشير الدكتور فتحي إلى أن علاج النسيان يأتي عن طريق تمارين للذاكرة بمعني أن أمرن الذاكرة على حفظ الأرقام مثل: أرقام تليفونات، وأعيد كتابتها من وقت لآخر، وبهذه الطريقة أحافظ على الذاكرة، وإذا كانت الحالة شديدة علينا أن نكتب الأشياء التي نريدها.

ويؤكد أيضا أنه لا توجد أدوية أو أعشاب تنشط الذاكرة؛ لأنه إذا عرف السبب الرئيس للنسيان يعرف بالتالي علاجه.

فهو إما اضطراب في الأوعية الدموية أو قلق وتوتر، وعلاجها يكون في الهدوء والطمأنينة سواء للشباب أو الكبار والأطفال، وعلى الذي يعاني من النسيان أثناء المذاكرة أن يستخدم أكثر من حاسة، وهو يذاكر كأن يكتب ويقرأ بصوت عال، هذا يقلل نسبة النسيان لديه.

تلـف الــذاكرة

يقول الدكتور حسام عزب- أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس أن النسيان قد يخضع لعوامل نفسية، حيث إن البعض منا قد يتذكر أشياء يحبها، وينسي بعض الذكريات الأليمة.

والنسيان قد يكون لأشياء قريبة، وتذكر أشياء بعيدة مثل: المسن الذي يتذكر أيام طفولته وشبابه، ولكن عندما يسأله عن إفطاره مثلا فلا يتذكر.

ومع التقدم في السن والمشاكل الكثيرة التي يتعرض لها الفرد، تزدحم الذاكرة بكثير من المواد والأفكار، ولأن الذاكرة لها سعة معينة، فمن المؤكد أن تستبعد الأشياء التي لا قيمة لها الآن.

ويؤكد الدكتور حسام أن هناك برامج لتنشيط الذاكرة مثلما تنشط باقي الأعضاء فالذاكرة مثل أي عضو من أعضاء الجسم إذا لم يتحرك وينشط يحدث له ضمور، هكذا الذاكرة أيضا، فإذا دربنا الذاكرة على التذكر تنشط، فمن برامج تنشيط الذاكرة حفظ القرآن، وحفظ بعض أبيات من الشعر، ومحاولة تذكرها بين الحين والحين.

النسيان... رحمة:

يقول الدكتور محمد عبد السميع جاد- عميد كلية الدعوة جامعة الأزهر رحمه الله-: إن ظاهرة النسيان أوجدها الله في كل آدمي، وهذا من رحمة الله بالإنسان، النسيان فلولاه لتذكر الإنسان كل ما وجه إليه من إساءات، وعاش في ألم دائم، ورغبة لا تنقطع في الثأر لنفسه.

ولكن هناك أشخاصا ينسون بشكل أكثر وضوحا من غيرهم، وهذا هو الذي يشكل الخطورة، بينما لو استعرضنا التاريخ الإسلامي لوجدنا كثيرا من الصحابة والتابعين، ومن سار على سبيلهم قد حفظ الله عليهم عقولهم وحواسهم، ولقوا الله وهم بكامل قواهم الذهنية نتيجة تقواهم لله، وحفظهم الجوارح عن المعاصي في مرحلة الشباب.

وقد سئل أحد الصالحين وهو في سن متقدمة بكامل عقله وصحته، فقيل له: لماذا هذا الذي أنت فيه فقال: (هي أعضاء حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر).

وقوة الحفظ الدافع إليها- كما يقول الدكتور جاد- هي العقيدة، وأداء الفرائض لله، والتركيز في الأمور، وتفويض الأمر لله، فالإنسان دائما مشغول بالرزق والأجل، وهي أشياء في ضمان الله.

والمداومة على القرآن والطاعة من أهم أسباب الوقاية من النسيان، أو من تحوله لمرض.

والخرف يأتي لغير قارئ القرآن، وغير المستمسك بدينه، والمرأة التي تحفظ الله في جوارحها يحفظها الله ولا تخرف.

ويقول الإمام الشافعي:

سهري لتنقيح العلوم ألذ من *** وصل غانية وطيب عناق

ونقري لألقي الترب عن أوراقها *** أبهى من الدوكاء والعشاق

وأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي

الدوكاء: السكارى.

أي تكون نائما طوال الليل، وأنا سهران في العلم وطاعة الله، وبعد ذلك تريد أن نتساوى معا؟

وفي النهاية ينصح الدكتور جاد بكثرة الاتجاه إلى الله، وترتيب ورد يومي من القرآن (ربعين) مثلا، وكثرة الاستغفار، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والرضا، وتفويض الأمور كلها لله.

الكاتب: آمنة محمد.

المصدر: موقع الشبكة الإسلامية.